سقط عدد من القتلى والجرحى في هجمات وحوادث متفرقة بالعراق اليوم الثلاثاء، في حين أكد الرئيس الأميركي جورج بوش اعتزامه سحب ثمانية آلاف من القوات الأميركية من العراق بحلول مطلع العام المقبل.
واستهدفت عبوة ناسفة سيارة آمر فوج حماية مجلس الوزراء اللواء حسين معين لدى مرورها في منطقة الحارثية غربي بغداد مما أدى إلى إصابته مع اثنين من حراسه بجروح متفاوتة.
في الوقت نفسه ذكر بيان عسكري عراقي أن اثنين من قوات الأمن قتلا وجرح أربعة آخرون بينما اعتقل 71 شخصا في إطار عمليات أمنية متفرقة ببغداد.
وفي الموصل قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا مسؤولا من وكالة إغاثة محلية في مكتبه وسط المدينة، فيما لقي شرطي مصرعه خارج منزله برصاص مجهولين، وعثرت الشرطة على جثة رجل بها آثار طلقات نارية في غرب المدينة.
وقالت شرطة دقوق إن شخصا قتل وأصيب اثنان آخران عندما انفجرت قنبلة قرب سيارتهم في البلدة الواقعة على بعد 200 كلم شمالي بغداد.
من جهة أخرى انفجرت سيارة مدير مكتب "العربية" الفضائية جواد الحطاب أثناء وجودها في مرآب للسيارات بحي الصالحية وسط بغداد اليوم الثلاثاء ما أسفر عن تدميرها، علما بأن الحطاب لم يكن بداخلها.
وقالت العربية إن سائق الحطاب اكتشف وجود القنبلة بالسيارة و"أبلغ الشرطة التي تأخرت في الوصول ما أدى إلى انفجار القنبلة التي كانت موقوتة".
اشتباه أميركي
يأتي ذلك في وقت أطلق الجيش الأميركي سراح مصور صحفي عراقي يعمل في محطة تليفزيون محلية بعد اعتقاله مع والده واثنين من أشقائه في غارة على حي الأعظمية الأسبوع الماضي.
وقال المصور عمر هاشم إن الأميركيين كانوا يشتبهون بأنه يعرف معلومات عن جندي أميركي قتل من قبل قناص في الأعظمية قبل أكثر من أسبوعين.
يذكر أن جماعات عراقية ودولية مدافعة عن حقوق الصحفيين انتقدت مرارا أسلوب تعامل الجيش الأميركي مع الشكوك التي قد تثيرها أنشطة مشروعة للصحفيين الذين يقومون بتغطية الأوضاع في العراق، في حين يقول الأميركيون إن تفويض الأمم المتحدة الذي يسمح لهم بالوجود في العراق يتيح احتجاز أي شخص يشكل تهديدا.
سحب القوات
وفي واشنطن أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في خطاب ألقاه اليوم قرارا بسحب ثمانية آلاف من القوات الأميركية من العراق بحلول مطلع العام المقبل.
وقال بوش إن التقدم المحرز في العراق سيسمح بسحب نحو 3500 جندي من وحدات الدعم في الأشهر المقبلة وكتيبة من المارينز بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ولواء من سلاح البر في فبراير/شباط القادم.
في الوقت نفسه قال بوش إنه سيرسل 4500 جندي إلى أفغانستان قبل انتهاء فترة حكمه بداية العام المقبل.
قضايا ساخنة
وفي بغداد، عقد مجلس النواب العراقي اليوم الثلاثاء جلسته الاولى في الفصل التشريعي الثاني بعد انقضاء العطلة الصيفية، حيث من المتوقع أن يناقش مشروعات قوانين مثيرة للجدل في مقدمتها قانون انتخابات مجالس المحافظات والاتفاقية الأمنية مع واشنطن ومشروع قانون النفط والغاز.
ودعا رئيس المجلس محمود المشهداني النواب إلى السعي للوصول إلى حل توافقي بشأن قانون الانتخابات إضافة إلى وضع مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي يطالب الأكراد بضمها إلى إقليم كردستان.
وفي أربيل، أعرب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق عدنان المفتي عن قلقه مما سماها محاولة الحكومة المركزية في بغداد حيازة أسلحة متطورة.
وطالب المفتي، في كلمة له بمناسبة بدء برلمان إقليم كردستان أعمال دورته الجديدة أمس الاثنين، بوضع شروط على تزويد الحكومة العراقية بمثل هذه الأسلحة المتطورة لمنع استخدامها ضد شعب كردستان وشعوب العراق، على حد تعبيره.
تفشي الكوليرا
على صعيد آخر، قالت مصادر طبية في محافظة بابل جنوب بغداد الثلاثاء إن هناك ست وفيات ناجمة عن وباء الكوليرا في حين يبلغ عدد المصابين 364 شخصا بينهم أطفال.
وأعلنت السلطات المحلية حالت الطوارئ للحد من انتشار الوباء، مشيرة إلى أن "مستشفيات المحافظة اكتظت بالمصابين" بينما يقوم الدفاع المدني بتزويد العائلات بمياه معقمة خصوصا في جنوب الحلة.
بدورها أعلنت الحكومة المركزية ظهور حالات إصابة بالكوليرا في محافظة ميسان الجنوبية وكبرى مدنها العمارة، ما دفع بوزارة البيئة إلى إرسال وفد للاطلاع على واقع انتشار الوباء.